﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا﴾
في ربيع عام 2011، ومع انطلاق الحراك الشعبي السلمي في سوريا، شهدت مدينة حمص واحدة من أبرز لحظات التاريخ الوطني الحديث، حين احتشد آلاف المواطنين في ساحة الساعة وسط المدينة، مطالبين بالحرية والكرامة والعدالة.
وكان لأبناء العائلة الدالاتية حضورٌ مشرف في هذا الاعتصام، حيث شارك عدد منهم في الصفوف الأولى، مؤمنين بأن الوقوف إلى جانب الحق واجبٌ أخلاقي لا يُؤجل. ومن بين المشاركين البارزين، أغلب أعضاء لجنة العائلة بحمص، والشيخ رامي والشيخ محمود دالاتي الذي ألقى كلمات مؤثرة وسط الحشود، داعيًا إلى الحرية والكرامة وداعماً للثورة ونابذًا للعنف، كما أم المصلين في الصلاة.
لم تكن هذه المشاركة مجرد موقف عابر، بل كانت امتدادًا لقيم العائلة في نصرة المظلوم، والتفاعل مع قضايا المجتمع، والانحياز للعدالة والحرية. وقد تعرّض بعض أبناء العائلة للاعتقال والملاحقة، لكنهم ظلّوا ثابتين على مبادئهم، مؤمنين بأن التغيير يبدأ من الموقف، وأن التاريخ لا ينسى من وقف في وجه الظلم بشجاعة وصدق.
إن مشاركة أبناء العائلة في اعتصام الساعة بحمص، تمثّل صفحة ناصعة في سجل العائلة الدالاتية، وتؤكد أن هذه الأسرة، بتاريخها العريق، لم تكن يومًا بعيدة عن نبض شعبها، بل كانت دائمًا في قلب الأحداث، حاضرةً بمواقفها، ومؤمنةً بأن الكرامة لا تُجزّأ، وأن الوطن يستحق التضحية.
